تخيل أنك استيقظت من نومك، فبادرت بالذهاب إلى الحمام لتغسل وجهك، لكنك لم
تستطع، لأنك اكتشفت أنك بلا يدين.
عندما وقفت تحت الدش لتأخذ حماماً منعشاً يعلن استعدادك ليوم جديد، وجدت أنك غير
قادر على فتح صنبور المياه، لأنك بلا يدين.
لنفترض أن الدُش فتح لك، فأنت لم تستطع أن تُمرر الماء على جسدك فركاً، ولا الصابون،
لأنك بلا يدين.
لنفترض أنك خرجت من الحمام، وأردت أن تضع المنشفة على جسدك لتنشف الماء الذي
يقطر منك، فلم تستطع، لأنك بلا يدين!
حسناً، تنشفت. ستلبس ملابسك، كيف ستلبس بنطالاً أو سروالاً أو حتى قميصاً، أو ثوباً،
بلا يدين؟!
ولو لبست ثوبك، كيف ستغلق الأزرار، أو حتى تفتحها عندما تحس بأنك بحاجة إلى
نفس؟!
كيف ستفتح باب سيارتك، بلا يدين؟
كيف ستدخل مفتاح السيارة لتديرها، بلا يدين؟!
كيف ستفتح المذياع؟ كيف ستخفض صوته؟ كيف تغلق النافذة أو تفتحها؟!
ذهبت إلى عملك، وجلست إلى مكتبك، كيف ستفتح كمبيوترك، وتكتب موضوعاً أو رسالة،
أو حتى تمسك بقلم أو ترتب أوراقاً؟!
عدت إلى منزلك، ووضع القوم الغداء، كيف ستأكل بلا يدين؟ بل كيف ستشرب، بلا يدين.
خرجت من منزلك، كيف سترد إساءة أحد، بلا يدين؟
ألف سؤال وسؤال، يمكن أن تحس أنك بلا يدين تفقد ثلاثة أرباع حياتك.
لكننا لا نتأمل نعم الله علينا، حتى نفقدها، أو نرى من فقدها.
كم من الأشياء التي ننعم بها كل لحظة وكل دقيقة، صباحاً ومساءً، دون أن نستشعرها؟!
اللهم لك الحمد...